قالت له: لقد قلت
لى يوما اننى لا اعدو ان اكون طفلة فى نظرك؟
... قال
لها
: نعم اراك طفلة صغيرة فى ثوب ابيض ملامحك صافية تكسوها برائة الاطفال
خصلات
شعرك تتدلى على وجهك تمرحين فى ذلك الوادى الاخضر الخالى من كل شئ
سوى
الزهور البريةالمنثورة بالوانها الزاهية تتمايل مع موجات النسيم كأنها
موجات
بحر تتهادى فى انسياب هادئ ، طفلة ترقصين على انغام الحياة بمرح
وشقاوة
وسعادة ظلت زمن طويل بلا رفيق تسقط فلا تجد من يساعدها على النهوض
وتحاول
وهى جاهدة حتى تقف على قدميها ثانية .ولكن بعد ذلك اصبحت انا
بجانبك
ايتها الطفلة اساعدك حين تسقطين على الارض ، تضحكين احس ان الكون
كله
يشاركك الضحك، امسك بيدك نجرى سويا نلهو نمرح نصبح كطيور السماء احرار
تجمعنا
شفافية الكون كله بخيوط خفية من عواطف مجهولة لم نفكر فى هذا ابدا
ولن
يكفى اننا سويا عندما نشعر بالخوف تمسك ايدينا على الامل فيزول الخوف .
اما
الان
أراك طفلة عجوز تحمل اثقال العالم فوق كتفيها الصغيرتين ، اصبح ذلك
الوجه
البرئ تكسوه مسحة من حزن دفين ، وكأنه اصبح مأوى لألام العالم منذ
الاف
السنين ، وعيونك قد انطفأ فيها هذا البريق الذى كان دائما متقدا يفيض
ذكاء
وحياة ، ترى كيف حدث ذلك ؟ كيف تحولت طفلة الحياة الى عجوز محطمة
عازفة
عن الحياة ومباهجها ؟
قالت
له : وهل تسأل الزهرة لماذا ذبلت
بعد قطفها ؟ وهل تسأل البراءة لماذا
انتهت بعد اغتصابها ؟هل تعرف ما
اشعر به الان ؟ اشعر ان روحى قد خدرت فلم
اعد اشعر بشئ من حزن او سعادة ،
لم اعد اشعر بآلام من يتألم او اسمع صرخات
من يستغيث او ضحكات السعداء ،
تحولت الى واحدة منهم ، قالوا لى ان البراءة
كانت لزمن مضى ، اما الآن
فلا مكان لها ، حاصرونى كان على ان احارب على كل
الجبهات فى وقت واحد ،
حاربت حتى خارت قواى ، سقطت سلمت سلاحى قالوا لى
ليس هذا زمن الفرسان ،
لذلك لا تلمنى فانا لا استطيع ان اكون واحدة منهم
وانا اهرب من برائتى
ولا استطيع ان اعيش بينهم بها
موضوع: طفلة وزمن ... 
السبت يناير 07, 2012 7:33 pm
